الرّقم
4900000000
هل تعرف أخي الحبيب ما هذا الرّقم الضّخم ؟
هل استطعت أن تقرأه من الأساس ؟
وفّر مجهودك....
إنّه أربع مليارات وتسعمائة مليون .....
والآن ما هو في ظنّك المقصود بهذا الرّقم ؟
هل هو عدد سكّان العالم ؟
هل هو ثروة أحد الأغنياء في العالم ؟
كلاّ أخي الحبيب هذا الرّقم ليس له علاقة بدنيانا من الأساس.
فهذا الرقم له علاقة بالآخرة
بالنّارأعاذنا الله وإيّاكم منها
عن أبن مسعود رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
(( يؤتى بالنّار يوم القيامة لها سبعون ألف زمام مع كل
زمام سبعون ألف ملك يجرونها ))
( رواه مسلم )
هل تتخيّل أيّها الحبيب مدى اتّساع النّار حتى تحتاج إلى كلّ هذا العدد من الملائكة لكي يأتوا بها إلى النّار يوم القيامة ؟
أيّها الحبيب..
أخي في الله..
إنّ النّار يوم القيامة تحتاج إلى كلّ هذا العدد من الملائكة ليس فقط لاتساعها ولكن أيضاً لأنّها تكون في أشد حالات الغيظ
والحنق على العباد الذين عصوا الله عز وجل وكفروا به
يقول الله تعالى : ((
إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظاً وزفيراً ))
يقول الإمام مجاهد أحد أئمة التّفسير في تفسير هذه الآية :
(إن جهنم لتزفر زفرة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا خرّ لوجهه ترتعد فرائصه)تفسير ابن كثير.
فتخيل معي أيّها الحبيب هذا المشهد:
أنت واقف في أرض المحشر والهول عظيم والقلق كبير ثم تسمع هذه الزّفرة وهذا التغيّظ فتنظر فترى الملائكة،
مليارات من الملائكة
وهي تأتى تجرّ جهنم بقوة وهي تفور وتغلي من الغيظ وتحاول أن تهرب من هذه الزّمامات الممسوكة بها..
والملائكة يمسكونها بقوة كالحيوان المفترس الذي يريد أن ينقض على فريسته ليلتهمها ( ولله المثل الأعلى ) .
وربما تعجب أيها الحبيب إذا علمت أن عمق جهنّم أيضاً عظيم الاتّساع
فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
(كنا عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسمعنا وجبة
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتدرون ما هذا ؟
قلنا : الله ورسوله أعلم
قال: هذا حجر أرسله الله في جهنّم منذ سبعين خريفاً فالآن حين انتهى إلي قعرها )
يا الله !!!!
سبعون عاماً من الهبوط
نحن لا نستطيع أن نحسبها بقوانين الجاذبيّة الأرضيّة أو غيرها من القوانين لأن المسافة فعلاً بعيدة .
أخي الحبيب...
فلنجدّد الإيمان في قلوبنا بزيادة الخوف من الله عز وجل والّذي يؤدّي إلي زيادة الإحساس بمراقبته سبحانه وتعالى فيقل الوازع أو الدّافع إلى المعصية
ويزداد الوازع إلى التوبة والإنابة خوفاً من عذاب الله عزّ و جلّ يوم القيامة..
(( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ))
و يقول حبيبنا محمد صلّى الله عليه وسلّم : (( إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها))
نسأل الله عزّ وجلّ لنا ولكم التوفيق والثّبات والنّجاة من النّار.
اللّهم اغفر لنا و ارحمنا و سامحنا
اللهم اغفر للمؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات
الاحياء منهم و الاموات
اللّهم إنّا نسالك حسن الخاتمة
اللهم ارض عنّا و تب علينا
اللهم ارض عنا و تب علينا
اللهم ارض عنا و تب علينا
اللهم قنا عذاب القبر
اللهم قنا عذاب النّار
اللهم قنا عذاب النّار
اللهم من كان منا مذنبا فأبدل سيئاته حسنات ومن كان منا تائباً فاقبله.
اللهم اغفر ذنوبنا ومعاصينا نحن المذنبون ونحن العاصون
سبحانك ما عصيناك استخفافا بنهيك ولا استهتارا بنارك وعذابك ولكن من أنفسنا والشيطان
اللهم فقيض لقلوبنا هدية من عندك واغسلها بماء التوبة ونورها بنور الطاعة وبرد اليقين ..
اللّهمّ آميـــــــــــن