هذه هي مشكلتنا في "دول العالم الثالث" مع تحفظي على الكلمة.. ولكنها معبرة.
فنحن نصنع الكعكة تقليداً دون أن نعرف مكوناتها وطريقة الصنع، فتخرج بدون طعم ولا لون ولا رائحة..
التعاملات الرأسمالية وسياسة الاقتصاد الحر المتبعة في السودان كما ذكرت أخ omran.88 ، تفتقر إلى الروح والمضمون، فهي كما ذكرت يحركها الطمع والمصلحة.. دون وجود أي رادع قانوني تشريعي،..
ستسألني كيف يمكن ردع الموردين وأصحاب القرار والموضوع برمته يعتمد على الضمير والأخلاق؟؟
هذا ليس هو الأسلوب الملائم لهذا العصر في ظل هكذا أوضاع اقتصادية..
ففي الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً -الأب الروحي للرأسمالية والداعي لها- يوجد ما يسمى بجمعيات حماية المستهلك..
وهذه الجمعيات تراقب كل الشركات والمصانع بلا استثناء من بداية التصنيع وحتى الإنتاج النهائي،لتقييم التكلفة، فإذا حاولت هذه الشركات ليّ ذراع المستهلك واستغلال أي وضع ما، في صورة احتكار سلعة مثلاً تمهيداً لزيادة نسبة الأرباح عن الحد المعقول، فإن هذه الجمعيات تقوم بتوجيه تحذير للشركة، ثم توعية المستهلك وتبصيره بما تمارس، وأخيراً إصدار منشورات تمنع المستهلكين من شراء منتجات الشركة المعنية حتى تعود للأسعار "المناسبة"..
وهناك سوابق كثيرة.. فقد أدى تجاوب المستهلكين مع الجمعية ضد إحدى الشركات إلى أفلاسها.. ولست أذكر أسماء بعينها ولكن سأحاول جمع معلومات أقدمها لاحقاً..
وأما الآن فإن الشركات تستشير -أو تستأذن من- جمعيات حماية المستهلك قبل زيادة سلعة ما!
وذلك بعرض تفصيلي، قبل أن تقدم على هكذا خطوة، خوفاً من ردة الفعل!
أما إذا أردنا الرجوع لهذه القضية في الإسلام، فسنجد أن الإسلام قد حرم الاحتكار..
أما دور السلطة التنفيذية في التدخل، فكل ما أعرفه أنه في خلافة عبقري الأمة الفاروق -رضي الله عنه- كمثال بسيط.. كان إذا زادت أسعار اللحم يذهب إلى ملحمة الزبير بن العوام رضي الله عنه في المدينة ويطلب من الناس التقليل من شراء اللحم حتى يهبط سعره (بتقليل الطلب)، حتى أنه كان يقول لمن يجده يشتري لحماً يومين متتالين: هلا طويت بطنك يومين لجارك؟
وهو كما ذكرت مثال بسيط، وأرجو ممن لديه المعلومة تزويدنا بها..
وياعزيزي الأسطورة، لماذا ترى أن الموضوع أكبر من أن ينشر في المنتدى؟
أليس هذا الركن السياسي؟ وهو موجود لمناقشة هكذا قضايا؟