بسم الله الرحمن الرحيم
يحكى أنه كان هناك تاجرا و كان بخيلا جدا
و له زوجة مؤمنة صالحة تعطف على الفقراء و المساكين بدون علم زوجها
في أحد الأيام طلب التاجر من زوجته أن تشوي له دجاجة
فقالت له اذهب الى السوق و ائتنا بالدجاجة
فذهب التاجر البخيل و أحضر الدجاج
فبدأت الزوجة في شوائها
و بعد أن انتهت من شواء الدجاجة احضرتها الى زوجها ليأكلها
و قبل أن يبدأ الزوج في أكل الدجاجة و اذا بالباب يطرق
فقالت الزوجة من بالباب
فقال فقير مسكين صار لي ثلاثة أيام لم يدخل في بطني شيئ
فذهبت الى زوجها و قالت له الخبر
ثم قالت له اقسم الدجاجة نصفين و اعط الفقير نصفها
فضحك و قال انه يكذب
و لن أعطيه شيئ
فقالت له خاف الله يا رجل
فان اللذي أعطاك كل هذا الخير يستطيع أن يأخذه منك
ثم استرسلت في الآيات و الأحاديث التي تحث على الكرم و على الرفق بالفقراء و المساكين
و لكنه لم يأبه بها
بل قام بزجرها و قال لها أغربي عن وجهي أيتها المبذرة
و في اليوم التالي
ذهب التاجر الى متجره فرآه و النار تأكل فيه
حاول أن يطفئ النار فلم يستطع
طلب النجدة من المارة فلم يساعدوه لأنهم يعرفوا أنه بخيل
فاحترق المتجر بأكمله بما فيه من بضائع و أموال
فلم يبقى شيئ عنده
فذهب الى البيت يضرب يدا على يد و هو يولول
فسألتد زوجته ما بك يا رجل
فحكى لها ما حدث
فقالت انا لله و انا اليه راجعون
ثم بدأت في تخفف على زوجها
ثم أخذت في نصحه و قالت له
ألم أقول لك أن الذي أعطاك الخير يستطيع أن يأخذه منك؟
فقام الرجل بضربها و طردها من البيت ثم قام بتطليقها بعد الحاحها على ذلك
و بعد مدة من الزمن تزوجت تلك المرأة من تاجر آخر و لكنه كان كريما
يحب أن يساعد الناس و يعطف على الفقراء و المساكين
و في أحد الأيام أحضر دجاجة و قال لزوجته
اشوي هذه الدجاج لكي نأكله سويا
فقامت المرأة بشواء الدجاجة
و بعد أن انتهت من الشواء أحضرتها الى زوجها و قالت له هنيأ مريأ يا زوجي العزيز
و قبل أن يبدأ في الأكل
فاذا بطارق يطرق الباب
فقال التاجر اذهبي يا زوجتي و انظري من بالباب
فرجعت و قالت له انه فقير
فقال له اذهبي الى الصندوق و احضري له كيسا من النقود
ثم قام بلف تلك الدجاجة بأكملها
و قال لزوجته خذي هذه الدجاجة و الكيس و اعطهما الفقير
فذهبت لكي تعطي الفقير الدجاجة و الكيس فخنقتها العبرة لأنها تذكرت قصة زوجها القديم
فلما فتحت البابا زاد بكاؤها
لأنها رأت أن الفقير هو زوجها القديم
فأعطته الدجاجة و الكيس و رجعت الى زوجها
فسألها زوجها ما لي أراك تبكين يا زوجتي العزيز
فقالت له قصتها القديمة و قالت أن من كان بالباب هو زوجها القديم
فقال الحمد لله الذي أعز العبيد بطاعتهم و أذل الملوك بمعصيتهم
اعلمي يا زوجتي العزيز أني أنا الفقير الذي أتيت من قبل