موضوع جميل وراقي من كتاب قرأته للشيخ أحمد ديدات من كتاب (ماذا يقول الكتاب المقدس والغرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم),ورأيت أن من الأفضل ان انقله لكي تعم الفائدة للجميع كما رأيت فيه تكملة للموضوع الأول الذي جاء معنونا ب(أقوال الغربيين المنصفين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) .
لن أطيل عليكم ولكن وجب أن انبه ان الكتاب راقي جدا وتضمن على كثير من الخير كما تضمن مجموعة من المناظرات للشيخ مع بعض القساوسة وفق الله فيها فضيلته.
ماذا يقولون عن الإسلام والقرآن ؟من هم وماذا يقولون إنهم الغرب الكافر ،وماذا يقولون عن الشرق الإسلامي والمنابع؟... ماذا يقولون؟!!!!.
إنه سؤال يحتاج إلى جواب وأن نضع عليه علامة استفهام وطابورا من علامات التعجب.!!
لو سألت مسلما عما يقوله هؤلاء يظن أحد شيئين،إما يقولون باطلا يضللون به حقا يريدون به باطلا أو يقولون باطلا يضللون به حقا ويظهرون بوضوح عن حقدهم الدفين على هذا الدين وصدق الله إذ يقول:ْ{ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ..ْ}.
إنهم يكرهون هذا الدين ويرجون ألا تقوم له شوكة زلا يرفع له ذكر،إنهم يريدون تدميره بكل الوسائل والأساليب والحيل الماكرة مهما تكن و بأبهظ ، المهم في النهاية أن يحققوا انتصارا ولو بسيطا على أمة محمد صلى الله عليه وسلم التي أصبحت اليوم بذلك الصادق المصدوق صلوات ربي وسلامه عليه(يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها . قالوا أومن قلة نحن يا رسول الله ؟ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل) أي لا قيمة لكم.
وقبل كتابة هذا الكتاب سألت نفسي ماذا يقولون ؟ لعلهم يقولون خيرا فإن عددا قليلا من العلماء المنصفين والبارزين في المسيحية يقولون كلمة حق وينصفون هذا الدين الذي حاول الأعداء تمزيقه من مئات السنين وإلى الآن ولكنهم إذا ما قالوا مقولتهم هذه إما يريدون بها حقا وتكون صادقة كما في بعض تصريحاتهم (1) أو يقولون صدقا يريدون به باطلا بقصد التنفير من هذه الأمة وزيادة روح الحقد والعداء على أبنائها وحملة لوائها وبذلك يحمل الغرب شحنة حقد وعداء على أبنائها وعلى الإسلام والمسلمين لهذه الأسباب...
ولسوف نستعرض سويا عزيزي القارئ كلا النوعين في تلك التصريحات المادحة في أمة محمد ورسولها العظيم كما نستعرض للتصريحات الشامتة في هذه الأمة والحاقدة عليها في ثنايا هذا الكتاب .
ولقد قرأت تصريحات عديدة لعلماء بارزين في المسيحية اعترفوا بعظمة هذا الدين الإسلامي القويم وبعظمة رسوله وصدقه وزعامته وقيادته للبشرية حيث أنهم صرحوا بأنه القائد الأوحد العظيم الذي إذا بعث في هذا القرن ، قرن الظلم والفساد والطغيان والجور بكافة صوره و الاستبداد والنظم الديكتاتورية والعلمانية . فلو ظهر محمد صلوات ربي وسلامه عليه لقاد البشرية وحل مشاكلها العويصة ووصل بها إلى بر الأمان . كيف لا وهو القائد الملهم والنبي المرسل من عند الجبار.
نعم لقد صدق الغرب في مقولته هذه فمحمد صلى الله عليه وسلم نعم القائد ونعم المعلم والمربي الذي اخرج الله على يديه الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ظلم الأديان الباطلة والمزيفة إلى نور الإيمان وعدله وقد نقلنا بعض التصريحات التي قالوها عن نبي الإسلام لذا على كل مسلم يعيش كوكبنا مهما اختلف مستواه الثقافي أو موقعه الجغرافي أو انتماؤه السياسي فإن محمدا صلى الله عليه وسلم هو أعظم خلق الله على الإطلاق الذي أرسله ربه ليكون رحمة للعالمين . إن أكثر من ألف مليون مسلم لا يحتاجون إلى أبحاث أو بيانات أو فحوص للوصول إلى هذه النتيجة ولكن ماذا عن غير المسلمين؟ .
فإنه لمن المدهش للنظر عبر القرون المختلفة أن كثيرا من كبار المفكرين من غير المسلمين قد وضعوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أعظم مكانة معترفين بأنه الأعظم .
ويقول ميشيل هارت عن سبب اختياره –محمدا-أعظم العظماء في التاريخ أن سبب هذا الاختيار هو(الامتزاج بين الدين والدنيا الذي ليس له نظير هو الذي جعلني أؤمن بأن محمدا صلى الله عليه وسلم هو أعظم الشخصيات أثرا في التاريخ الإنساني كله ).
وقال عن رسولنا الكريم القس د.سميث انه(رأس الدولة ورأس الكنيسة-على حد تعبيره- في آن واحد لقد كان القيصر والبابا في شخص واحد لقد كلن البابا بغير مظاهر البابوية والقيصر بغير الحرس القيصري وبغير جيش يحيط به بل و بغير حراسة أو قوة شرطة وبدون ثروة أو جباية .إذا جاز لرجل الحق في أن يقول أو يحكم بالشرعية الإلهية فهو محمد لأنه كان يحمل بين جنبيه كل القوى بدون دعائمها المادية ،إنه لم يعنى بارتداء ثياب القوة لأن بساطة حياته الخاصة كانت مطابقة لبساطة حياته العامة ).